المفعول المطلق

المفعول المطلق:

اقرأن

يالها من ليلة ليلاء أمضاها عباس ووالدته في أرق، فقد بات كل ما كوناه بالكد والتقتير مهددا بالانهيار التلاشي ،ومن يدري أيعود عباس من الحرب أم لا يعود ،وإذا عاد أيعود رجلا كاملا أم نصف رجل،أم حطاما من رجل!؟.
بدت طلائع الفجر في الأفق ،وسرت رعشة في الغابة المخضبة بألوان الخريف،وتململت العصافير على أفنانها عندما أدرك عباس آخر الغابة،وقد ذهل عن كل ما حوله ذهولا،ولم يكد يخطو خطوتين حتى توقف عن المسيرملتفتا إلى البيت الذي غاب عن ناظريه،وقد حز في نفسه كثيرا أنه لم يودع أخته الصغيرة توديع الراحلين إلى الوغى، وفاته أن ينبه أمه إلى أن بقرتهم السوداء توشك أن تضع مولودها الأول ،فلا بد من السهر عليها ليلا،ومن مراقبتها نهارا.فزفر من صدره زفرة حرى ثم هتف عاليا:ربي وإلهي،وانهمرت الدموع من عينيه قسر إرادته فما استطاع لها ردا.

[size=25]لاحظن[/size]
1- ذهل ذهولا.
2- يخطو خطوتين.
3- لم يودع توديع.
4- زفر زفرة.
كان كل فعل من الأفعال السابقة متبوعا بمصدر مشتق منه وقد أضاف هذا المصدر إلى الفعل معنى آخر:
ففي المثال الأول جاء المصدر مؤكدا للحالة التي كان عليها عباس، وهي الذهول.
وفي المثال الثاني جاء مبينا لعدد الخطوات التي خطاها عباس .
وفي المثالين الثالث والرابع جاء مبينا لنوع الوداع الذي لم يتمكن عباس من القيام به، بواسطة الإضافة ولنوع الزفرة التي انطلقت من صدره،بواسطة النعت.
وكل مصدر يؤدي في التعبير معنى من هذه المعاني يسمى "مفعولا مطلقا"ويكون منصوبا .
تعلمن
المفعول المطلق : مصدر مشتق من فعل متقدم عليه لتأكيد معناه أو لبيان نوعه، أو عدده.
وحكمه النصب : صمد صموداًََ ،نمت نوماً هادئا،سألت سؤالين.
تنبيه:
قد ينوب عن المصدر مرادفه مثل : فرحت سرورا.أو صفته مثل هتف عاليا.أو عدده مثل خطوت عشرين خطوة .أو كل أو بعض مثل عزمت كل العزم وأنتجت بعض الانتاج.