ولد غاليلو في فلورنسة بإيطاليا عام 1564 , في وقت كانت فيه الأفكار العلمية خاضعة كليا ً لسلطة أصحاب العقيدة البابوية اللاعلمية , تلقى تعليمه الأول في دير فولومبروزا vollombrosa قرب فلورنسة , ثم درس الرياضيات في جامعة بيزا , وبعد ما عمل محاضرا ً في أكاديمية فلورنسة , بدأ يدرس الرياضيات في جامعة بيزا عام 1592 , وأجرى عددا ً من التجارب التي برهنت عيوب فيزياء أرسطو , مثل الاعتقاد بأن حركة الجسم لا يمكن أن تستمر إلا إذا ظل على تماس مع القوة المسيّرة له , إذ أظهرت دراسات غاليلو في الميكانعم أن الجسم لا يتوقف عندما تزول عنه القوة , بل يتباطأ بمعدل يتوقف على مقدار الاحتكاك الذي يلاقيه , وهذه النتيجة هي التي أوصلته مباشرة إلى مفهوم العطالة , وأثبت غاليلو كذلك أنه لو لم يكن هناك احتكاك جوي للأجسام الساقطة لسقطت جميعها بسرعة واحدة .
ومن اكتشافاته العلمية أيضا ً : تساوي مدد اهتزازات النواس , وميزان توازن السوائل , ومبادئ التحريك ( الديناميك ) , و فرجال التقسيم التناسبي , كما قام بعدة تحسينات في تكوين المقراب الذي درس من خلاله سطح القمر , ولاحظ أنه يتكون من بحار مظلمة وأرض مضاءة وقمم جبلية ووديان ... , فانتبه إلى الشبه الواضح بين هذه الملاحظات و جغرافية الأرض , وتردد في ذهنه أن الأرض والقمر يتكونان من مادة واحدة .
كان غاليلو يفضّل نظام كوبرنيق القائل بمركزية الأرض وكان يساوره الظن بأن الأرض هي أصغر كوكب في المجموعة الشمسية , وكان رجال الكنيسة مطـّلعين على آراء غاليلو , ومع أنه أورد الكثير من الحجج المؤيدة انظرية كوبرنيق فإن جهوده كلها أخفقت في تجنب اعتراضات الكنيسة , ووُجّه إليه اللوم من قبل محكمة التفتيش عام 1616 وأ ُمر بعدم التمسك بنظرية مركزية الشمس , فوافق غاليلو على الالتزام بشروط حكم التأنيب .
في عام 1623 تسلم صديق غاليلو الكاردينال بربريني berberini كرسي البابوية , فسمح له بمناقشة النظرية من باب أنها فرضية تأملية لا أكثر , وقام غاليلو عام 1632 بنشر كتابه " حوار حول النظامين الكونيين الرئيسيين " وأهداه للكاردينال بربريني , إلا أن أعداء غاليلو في المقر البابوي خافوا أن يستمر اضمحلال فلسفة أرسطو , فأقنعوا محكمة التفتيش بأن غاليلو لم يلتزم بشروط حكم التأنيب لعام 1616 , وأمرت المحكمة غاليلو عام 1632 بالقدوم إلى روما لكي يواجه التحقيق , ووصل غاليلو إلى روما في شباط عام 1633 متهما ً بأنه نشر كتاب " حوار حول النظامين الكونيين الرئيسيين " , وهو خرق لقرار عام 1616 , وحُكم عليه بالسجن , ولكن سُمح له بأن يعود إلى منزله في فلورنسة , حيث ظل خاضعا ً للإقامة الجبرية طيلة السنوات الثمانية الأخيرة من حياته , ومع ذلك فقد تابع تجاربه العلمية طيلة ذلك الوقت , واستطاع تهريب نسخة من كتابه " حوار حول النظامين الكونيين الرئيسيين " إلى خارج البلاد , حيث أمكن ترجمته إلى اللغة اللاتينية .
لقد ساهم غاليلو بدور كبير في تطهير العلم من التأملات الفلسفية التافهة ولا سيما في مجال الميكانعم , كما أدرك أهمية الرياضيات في تطوير مبادئ الطبيعة وقوانينها , وبدأ هو نفسه بمهمة تطبيقها في دراسة الظواهر الفيزيائية , محاولا ً بذلك إثبات أن كل ظاهرة فيزيائية مشتملة على خواص قابلة للقياس يمكن أن تصاغ صياغة رياضية , ونبـّه إلى أن صياغة مسألة ما صياغة رياضية يمكن أن تؤدي - مع استخدام بعض المعالجات الرياضية – إلى نتائج ما كان بالإمكان ملاحظتها مباشرة في الظواهر نفسها .
إن شهرة غاليلو اليوم تقوم إلى حد كبير على مقرابه الذي غير حال الفلك من علم يعتمد على العين المجرة وبعض الأدوات البسيطة مثل : ذات الربع , والكرة ذات الحلـَق , ومسطرة زاوية اختلاف المنظر ( وهي الأدوات التي استخدمها تيخو براهة ) , إلى علم يعتمد على نظام رصد وصفي دقيق .
توفي غاليلو في 8 كانون الثاني عام 1642