ولد بابلو رويس بيكاسو Pablo Ruiz Picasso الملقب باسم بابلو بيكاسو فى مالاجا جنوب اسبانيا فى 25 أكتوبر 1881 ، وهناك أمضى السنوات الأولى من حياته، حيث أكمل دراسته في المرحلة الابتدائية، ولكنه لم يكن تلميذاً نجيباً، بحسب ما يقول أساتذته، وبحسب ما يعترف به هو شخصياً، فقد كان ضعيفاً في كل المواد تقريباً ما عدا مادة الرسم. وكثيراً ما كان الأساتذة يفاجئونه وهو يرسم حمامة أو شجرة أثناء إلقائهم للدرس.
و هو أول أبن لخوسيه رويس بلاسكو José Ruiz y Blasco و ماريا بيكاسو لوبيز María Picasso y López .
والده هو خوسيه رويس بلاسكو كان مدرس للرسم ، و كثيرا ما ساعد ابنه بيكاسو ، حيث انتقل الوالد مع عائلته إلى مدينة برشلونة، بعد أن عيّنوه أستاذاً في مدرسة الفنون الجميلة. وقد دخل بابلو بيكاسو الصغير إلى المدرسة نفسها عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره. وقد أشرف والده عليه وزوده بتوجيهاته.
راح يتردد على مقهى أدبي وفني واقع في قلب مدينة برشلونة القديمة. ثم أقام صداقات عديدة آنذاك وبخاصة مع فنان يدعى كازكيماس ، وصار من ابرز أصدقائه، ولكن انتحاره عام 1901م أثر ذلك الصديق على بيكاسو كثيراً و ترك أثرا عليه إلى بقية حياته.
درس بابلو الفن في اكاديمية برشلونة، عاش بابلو بيكاسو فى برشلونة من 1895 الى 1904 ، ثم سافر إلى باريس عام 1904 و استقر بها نهائيا ، وقد استأجر محترفاً في حي المونمارتر القديم والعريق، ولكنه كان بائساً آنذاك وفقيراً جداً، ثم تعرف على امرأة فرنسية عام 1905، وراحت تساعده وتقدمه إلى الأوساط الأدبية والفنية الباريسية، وتعرف عندئذ على الشعراء والكتّاب، وبخاصة غييوم ابولينير، أكبر شاعر في عصره. ثم تعرف بعدئذ على كبار رسامي فرنسا وبخاصة سيزان وجورج براك، وأسس مع هذا الأخير مدرسة فنية جديدة تدعى بالمدرسة التكعيبية، ، واعجب بينعمو باسلوب تولوز لوترك و رنوار.
فى عام 1907 صور لوحة أنسات إفينيون ‘Les Demoiselles d’Avignon، و بهذه اللوحة بدأت مرحلته التكعيبية ، التى تتميز بمعالجة البناء الفنى باستخدام الأشكال الهندسية و خاصة المكعبات ، و استعمال الألوان الحيادية غير التقليدية و هى الرمادية و السوداء و الخضراء الداكنة.
وفي عام 1917 ابتسم له الحظ عندما سافر إلى روما و بدأت شهرته ، بعد أن إشترك فى وضع ديكور لباليه دياجيليف Diaghilev. وهناك تعرف على إحدى الراقصات فى فرقة سيرغي دياغيليف Sergei Diaghilev واسمها أولغا خوخلوفا Olga Khokhlova فتزوجها وأنجبت له ولداً يدعى باولو Paulo عام 1921.
و اشتد الخلاف بين الزوجين خصوصاً بعد ما تعرف بيكاس على امرأة تدعى ماري تيريز والتر Marie-Thérèse Walter و كانت فى السابعة عشر من عمرها فغازلها وأصبحت عشيقته لمدة عشر سنوات وانجبت له ابنته مايا Maia.
و مع ذلك لم يقدم بيكاسو على الطلاق من أولغا ، فالقانون الفرنسى ينص على أنه فى حالة الطلاق تأخذ الزوجة نصف ممتلكات الزوج ، و هو ما رفضه بيكاسو ، فاستمر الزواج قائم بينهم إلى أن ماتت أولغا فى عام 1955.
و مع ذلك فلم يتزوج من مارى بل إنه في عام 1936 عرفه الشاعر (بول ايفوار) على فتاة تدعى دورا مار Dora Maar ، فتخلى عن عشيقته السابقة بين عشية وضحاها أيضاً وارتبط بهذه الفتاة لمدة سبع سنوات، وفي عام 1943م تعرف على فنانة شابة تدعى فرانسواز جيلو Françoise Gilot فتخلى عن العشيقة السابقة وارتبط بالجديدة وكأن شيئاً لم يكن. وقد ولد له منها طفل يدعى كلود Claude عام 1947م، ثم طفلة اسمها بالوما Paloma عام 1949، ثم انفصل عن فرانسواز- إحدى كتاب سيرته - عام 1954 بعد أن تعرف على امرأة اخرى تدعى جاكلين روك Jacqueline Roque.
في 27 أبريل من عام 1937م شهد قصف مدينة غرنعما Guernica الإسبانية من قبل الطيران الألماني حتى أصبحت خراباً، فخلدها برسم لوحة ضخمة كانت من أروع اللوحات الفنية في التاريخ المعاصر، ثم انتقل بيكاسو في نهاية الأربعينات من باريس إلى الجنوب الفرنسي أي إلى الشاطئ اللازوردي، أجمل منطقة في العالم.وهناك أمضى الفترة الأخيرة من حياته والتي امتدت حتى عام 1973، تاريخ موته، وبالتالي فقد عاش عمراً مديداً، أي اثنين وتسعين عاماً. وأما عن حياة بيكاسو مع النساء فقد كانت متقلبة وتدل على شهوانيته الحيوانية أكثر مما تدل على نزعته الإنسانية.
وقد انعنعم هذا الموقف على المقربين منه سلباً، بل وبشكل تراجيدي. فالكثيرون انتحروا أو جُنّوا. فحفيده من ابنه الأول انتحر يوم موته، وإحدى زوجاته السابقات وجدوها مشنوقة في شقتها. وامرأته الأولى ماتت مشلولة دون ان يقبل بزيارتها ولو لمرة واحدة وهي على فراش المرض والموت!.
توفى بابلو بيكاسو فى 8 ابريل 1973 في موجان ، فرنسا ، بينما كان هو و زوجته جاكلين يتناولون العشاء مع بعض الأصدقاء ، و دفن فى حديقة قلعة فاوفينارغيس .و قد منعت زوجته جاكلين ابناه كلود و بالوما من حضور الجنازه.
وتقدر ثروته عند موته بملياري فرنك فرنسي: أي نصف مليار يورو بالسعر الحالي أو حتى مليار دولار بحسب رأي البعض. وهذه ثروة ضخمة لم يتوصل إليها أي كاتب أو فنان مهما علا شأنه.
و جدير بالذكر أن بابلو بيكاسو هو مبتكر شعار الحمامة و غصن الزيتون ” شعار السلام “.
--------------------------------------------------------------------------------