ما هو الحوار ؟
عن طريق اللسان والعقل وبواسطتهما يستطيع الإنسان أن يناقش أموره بشكل أفضل مع محيطه، وأن يتدارس مشكلاته، ويشرح قضاياه، ويدافع عنها؛ وهو في تخاطبه مع أبناء جنسه يتدارس أموره، بشأن ماتثيره من قضايا فكرية واقتصادية وغيرها، مما تختلف فيه الأفهام أو تتعارض المصالح، ويتحاور في شأن نقط الخلاف بينه وبين غيره، وهو من خلال هذا الحوار قد يصل إلى الاتفاق، كما قد يظل الاختلاف بينه وبين محاوره قائماً، وفي هذه الحالة لاشك أنه سيدافع عن قضية ويجادل بشأنها، ومن هنا يقوم الترابط بين المشاورة والمحاورة والمجادلة والمناظرة.
والحوار كلمة تستوعب كل أنواع وأساليب التخاطب سواء كانت منبعثة من خلاف بين المتحاورين أو عن غير خلاف، لأنها إنما تعني المجاوبة والمراجعة في المسألة موضوع التخاطب، وهو وليد تفاهم وتعاطف وتجارب كالصداقة، وبعبارة أخرى، فإن الحوار لايمكن أن يكون إلا بين أطراف متكافئة تجمعها رغبة مشتركة في التفاهم، ولايكون نتيجة ضغط أو ترغيب، ولذلك كان الحوار أعم من الاختلاف ومن الجدل، وصار له معنى حضاري بعيد عن الصراع، إذ الحوار كلمة تتسع لكل معاني التخاطب والسؤال والجواب.